قهوة

تاريخ القهوة


لا احد يعرف من اكتشف القهوة , ولكن هناك إجماع على أنها جاءت من منطقة أثيوبيا أو   اليمن .



فالأسطورة تحكي أن راعيا من منطقة كفا في إثيوبيا والذي لاحظ أن أغنامه تصبح نشيطة جدا بعد أن تأكل من ثمار أشجار القهوة coffee عند أكلها من ثمار حمراء معينة , فأخذ من هذه الثمار وأكل فشعر بالنشاط واليقظة ومن ثم تحولت إلى مشروب منشط يساعد على السهر . قبل حوالي 500 سنة قام العرب في اليمن بزرع هذه النبتة بشكل تجاري , ليكونوا أول من حول القهوة الى منتج زراعي واقتصادي ليتاجروا به وقد احتفظوا بسره حوالي 150 عاما . حيث كانوا يغلون القهوة قبل بيعها فيقتلوا النواة ليمنعوا إمكانية زراعتها في أي مكان آخر .



اانتشرت القهوة في الجزيرة العربية , عن طريق القوافل التجارية , ومن ثم قام الهولنديون الذين سيطروا بأساطيلهم على أغلب الطرق البحرية التجارية , بنقل القهوة إلى أوروبا . وكذلك سكان فينيسيا الذين احضروا القهوة في سنة 1615 لتباع في البداية كدواء وكانوا يخلطونها مع الليمون والعسل .



كان تصدير القهوة يتم من ميناء "المخاء" ومن هنا أتت التسمية العالمية لهذا النوع من القهوة بِ "موكا" مع أن هذا الاسم يستعمل اليوم للكثير من أنواع القهوة القادمة من اندونيسيا ودول أخرى , لكن هذه التسمية جاءت من الأصل الذي لا يمكن أن يستبدل حتى اليوم الا وهو اليمن , حيث لا تزال تزرع هناك أجود أنواع القهوة في العالم وبنفس الطريقة التي أنتجت فيها قبل 500 عاما .



في سنة 1699 استطاع الهولنديون الحصول على بذور القهوة ليزرعوها في مستعمراتهم في شرق آسيا مثل الهند وجاوة , التي هي أكبر جزر اندونيسيا اليوم وفي سنة 1720 حتى 1777 زرعت في أمريكا حوالي 18-19 مليون شجرة .



كما الهولنديون فإن الفرنسيون زرعوا البذور في جمايكا التي تنتج حتى هذا اليوم أجود أنواع القهوة .



زرعت القهوة من ثم في هاواي وأواسط أمريكا , لتنتشر بعدها بشكل كبير من المكسيك في الشمال حتى البرازيل في الجنوب .



لقد قام العرب بنقل القهوة الى الأتراك الذين نقلوها بدورهم الى أوروبا حتى النمسا والذين وصلوا في احتلالهم للبلقان ومن هنا اسم نوع من أنواع القهوة ألا وهو القهوة التركية .



ومن المعروف أن الأتراك يحبذون الشاي على القهوة , لكن العالم العربي كان محكوما من تركيا.



من خلال كل هذه الحقائق يمكن أن نقول , أن العرب أول من اكتشفوا القهوة وزرعوها والمقاهي التي ازدهرت في العالم في القرون الأخيرة افتتحت في البلاد العربية كدمشق التي بدا تأسيس المقاهي فيها في سنة 1610 . وقد تحولت هذه المقاهي إلى نواد يلعبون فيها الشطرنج ويتبادلون فيها الأفكار والأشعار ويستمعون إلى الموسيقى . وبعدها تحولت المقاهي لمركز للنشاط السياسي كذلك أصبحت القهوة لغة اجتماعية عند العرب يمكن من خلالها تحديد المكانة الاجتماعية للأفراد ليتحول فنجان القهوة الى أداة , يمكن التكلم والإجابة من خلال طريقة رشفها في الأفراح والأتراح والصلح والجلسات اليومية . فمن خلال طريقة التقديم يستدل على شخصية الحضور كذلك كان أصحاب الدواوين يجمعون بقايا القهوة في مداخل خيمهم .



فكلما زاد ارتفاع الكومة دل ذلك على كرم صاحب البيت , ونار القهوة تحولت الى فناء يجذب اليه المحتاجين والغرباء وعابرى السبيل.